جزائريون يأكلون ''الغلة'' وآخرون يسبون ''الملة''والبقية ''حراقة''

في ذكرى مرور قرابة نصف قرن على استرجاع السيادة
جزائريون يأكلون ''الغلة'' وآخرون يسبون ''الملة''والبقية ''حراقة''

موسم 2009 يحصد لقب أكثـر الرحلات رغم عقوبات الحبس
الجزائر تقترب من عيد الشباب بـ''أبواب مفتوحة'' على الحرفة

قبل خمسة أيام من احتفال الجزائر بعيد الاستقلال والشباب، دشن 23 شابا اليوم الأول من شهر جويلية بمحاولة فاشلة للهجرة السرية نحو إيطاليا، ليبلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين أوقفتهم السلطات في عرض مياه البحر منذ بداية السنة الجارية قرابة 350 مهاجر.
ترشح تقديرات صيف 2009 أن يحصد بجدارة لقب ''الأبواب المفتوحة'' على الحرفة، وهي تقديرات رسمية حصلت عليها ''الخبر'' من مسؤولين قائمين على متابعة الملف الذي يكون دخل هذا العام، ولأول مرة، مرحلة بتكبيلات قانونية وعقوبات بالحبس والغرامات، وهنا يمكن منطقيا القول إن العقوبات شجعت الظاهرة ولم تخفض منها، ويمكن أيضا التعليق، باستعمال مفردات أكثر تفاؤلا، أن هذه العقوبات لم تقض على الظاهرة. وقد تحول الاستقرار المسجل في الأحوال الجوية خلال الفترة الأخيرة، إلى نقمة على المسؤولين في البلاد وعمل إضافي لحراس السواحل، ومصدر صداع للسلطات الإسبانية والفرنسية بالخصوص. والواضح أن تضاعف عدد الموقوفين إلى قرابة 350 حراف تقابله تقديرات تشير أيضا إلى تضاعف عدد الذين بلغوا الضفة الشمالية، ومنهم من أطلق تصويرا لرحلته من بدايتها إلى نهايتها على شبكة الأنترنت، وهذه نقطة ثانية في ميزات موسم .2009
وبينما تتوجه الجزائر نحو الاحتفال بأهم أعياد البلاد الوطنية، لم يمنع ذلك 23 شابا في عنابة من تدشين شهر جويلية برحلة حرفة فاشلة، وربما قد تعرف ليلة الخامس جويلية نفسها عمليات واسعة للحرافة، لأن النقطة الثالثة في ميزات موسم الهجرة هذا، هو استغلال كل موعد سياسي أو وطني أو ديني، لمحاولة الإفلات من الأعين، حيث تقل الرقابة.
وكانت أعياد الفطر والأضحى بداية، ثم رأس السنة، وبعدها الانتخابات الرئاسية وأخيرا فوز الفريق الوطني لكرة القدم مرتين متتاليتين.
ففي مطلع جوان، أعلنت السلطات عن توقيف ثلاثين مهاجرا سريا من بينهم فتاتان بعرض سواحل ولاية وهران. وقال بيان لقيادة حرس السواحل إنه تم اعتراض زورق تقليدي كان على متنه هؤلاء المهاجرون غير الشرعيين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى السواحل الإسبانية. وهذه رابعة في موسم العام الجاري، حيث أصبحت الحوامل والنساء والفتيات تنافسن الرجال على مقاعد في زوارق مهترئة. وتعترف قوات السواحل، أنه تم توقيف 77 مهاجرا سريا شهر ماي الماضي، كما تمكنت مصالح الأمن من توقيف بحارين بمنطقة مستغانم غربي الجزائر لدى عودتهما من السواحل الإسبانية، بعد تورطهما في نقل 26 مهاجرا غير شرعي باتجاه السواحل الإسبانية مقابل 10 آلاف دولار أمريكي لكل رحلة. واتخذت الحكومة الجزائرية عدة إجراءات وتدابير تتعلق بتعزيز الرقابة في السواحل، وسن قوانين أكثر صرامة وتشدد للحد من ظاهرة الهجرة، لكن كل ذلك لم يغير في معادلة تقول ''الهربة في القطاع والوصول إلى الضفة الأخرى لمن استطاع''.