مساجد خالية وموظفون غائبون أثناء المباراة
بدت الجزائر من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها، أمس، قبل وقت قصير من بداية المقابلة المصيرية بين منتخبنا الوطني ونظيره الزامبي، هادئة هدوء حذر وترقب، وخفت الحركة في الشوارع رغم أن موعد المباراة تزامن مع أول يوم من أيام الأسبوع.
كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة والربع حين وصولنا إلى حي بلوزداد الشعبي بالعاصمة، في توقيت بث المباراة، وكان الصمت والهدوء يخيّم على المكان الذي يعرف عادة حركة كثيفة طيلة الأسبوع، فما لبثنا نتوغل في شوارع الحي، حتى انتفضت آلاف الحناجر معلنة تسجيل الهدف الأول، وتبعتها زغاريد النسوة لتهرول القلة القلية التي فوتت بداية المباراة، نحو بيوتها والمقاهي المجاورة، لإعادة مشاهدة هدف بوفرة. وضيّع صاحب الهدف الأول في الشبكة الزامبية مجيد بوفرة على أنصار الخضر الصلاة في المساجد التي بدت خالية على عروشها، إلا من قلة قليلة التحقت بالمسجد وقلبها معلق بالخضر، ''ولن ننساهم في السجود'' مثلما صرح لنا أحد الأنصار وهو يخف الخطى باتجاه أحد المساجد العاصمية بساحة أول ماي. وجهتنا الثانية كانت حي باب الوادي الشعبي، مرورا بساحة الشهداء التي بدت فيها محطة الحافلات شبه خالية على غير العادة، أما في حي باب الوادي فاختار شباب الحي العتيق متابعة المقابلة في الشارع لصنع أجواء حميمية، حيث خصص العديد من أصحاب المحلات شاشات من الحجم الكبير لمتابعة المقابلة، فيما راحت بعض العائلات تجوب أزقة الحي بسياراتها رافعة العلم الوطني، لأنها لم تقو على متابعة المقابلة من الشاشة الصغيرة.
أما في عنابة، فقد بدا الشارع الرئيسي ساحة الثورة خاليا على عروشه، حيث فضل الجميع البقاء في البيت لمتابعة المقابلة، كما هو الشأن أيضا في شارع عبان رمضان بقسنطينة ''لي زاركاد سابقا''، حيث لم نعثر على أي شخص، باستثناء بعض المارة الذين اختاروا أحد المقاهي لمتابعة المقابلة. أما في وهران فقد بدا شارع ''لاكورنيش'' وكأنه شارع للأشباح.